عبدالغني المقدسي
عبدالغني المقدسي سلفي لا أعلم عنه غير هذا؛ أوذي بسبب سلفيته، وجرت له محن مع الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم من أهل البدع والضلال؛ حيث شنعوا عليه، وأفتوا بقتله، فشفع فيه جماعة إلى السلطان فأخرج من دمشق.
حكى عن نفسه، فقال: "كنا بالموصل نسمع الجرح والتعديل للعقيلي، فأخذني أهل الموصل، وحبسوني، وأرادوا قتلي من أجل ذكر أبي حنيفة فيه، فجاءني رجل طويل معه سيف، فقلت: لعله يقتلني، وأستريح، فلم يصنع شيئاً، ثم أطلقت".
فعداوة أهل البدع لأهل السنة بسبب أبي حنيفة من قديم، وما يصنعه معنا اليوم علماء الضلالة بسبب كلامنا في إمامهم المعظم، ما هو إلا اجترار لماضي أسلافهم.
وقال سبط ابن الجوزي في ترجمته: "اجتمع قاضي دمشق محيي الدين، والخطيب ضياء الدين، وجماعة، وصعدوا إلى متولي القلعة، أن عبدالغني قد أضل الناس، ويقول بالتشبيه، فعقدوا له مجلساً، وأحضروه، فناظرهم، فأخذوا عليه مواضع .. وارتفعت الأصوات، فقال له صارم الدين بزغش والي القلعة: كل هؤلاء على ضلالة، وأنت على الحق؟ قال: نعم. فأمر الأسارى، فنزلوا فكسروا منبره، ومنعوا الحنابلة من الصلاة، ففاتتهم صلاة الظهر".
وكذا كل من ترجم له كابن النجار وغيره، كلهم يذكرون طريقته السلفية، وتمسكه بالسنة، ومناظرته لأهل البدع، وشدته عليهم.
والشاهد من كلام السبط؛ قول والي القلعة للحافظ: كل هؤلاء على ضلالة وأنت على الحق. فاستدل على بطلان مذهب الحافظ بقلة من يقول بقوله، وكثرة المشغبين من أهل الباطل.
وهذا يدلك على أن أهل السنة في كل عصر ومصر غرباء، وأنهم دائماً وأبداً يجابهون بمثل هذا، والإنسان عدو ما يجهله.
وبمناسبة ذكر الحافظ، فلا يفوتني أن أذكرك بصنيع الذهبي في تعليقه على السبط، حيث قال: "أسوأ شيء قاله، أنه ضلل العلماء الحاضرين، وأنه على الحق، فقال كلمة فيها شر وفساد وإثارة للبلاء، رحم الله الجميع وغفر لهم، فما قصدهم إلا تعظيم الباري عز وجل من الطرفين".
فجعل تضليل الحافظ لمخالفيه من الأشاعرة، موطن انتقاد، وبأنه أسوأ شيء قاله، ووصف رباطة جأشه، وشدته في السنة، وصدعه بالحق، بأن ذلك: شر وفساد وإثارة للبلاء.
ثم أغرق في الجهل والضلال، فصحح مذهب منكري العلو نفاة الصفات، وترحم عليهم، واستغفر لهم، واعتذر عن ضلالهم، وإلحادهم.
منشورة في:
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.