معنى قولهم:
"فلان تكفيري"
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،
والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه ؛؛؛ أما بعد:
هذه الكلمة (تكفيري): يطلقها أهل السنة، وأهل البدعة على السواء؛ لكن
معناها عند أهل السنة؛ يختلف عن معناها عند أهل البدعة.
فأهل السنة: يطلقونها، ويعنون بها:
من يكفر بالكبيرة، وإن كان الأولى أن يقال: (خارجي) لأن التكفير بالكبيرة
من أعظم أصول الخوارج.
أما أهل البدعة: فيطلقونها، ويعنون بها:
1-
من يكفر تارك أعمال الجوارح.
2-
من يكفر الحكام الذين يحكمون بالقوانين الوضعية.
3-
من يكفر عباد القبور.
4-
من يكفر من يستحق التكفير ممن كفره الله، ورسوله.
لكنها أكثر ما تطلق: على من يكفر الطواغيت الذين يحكمون بشريعة الشيطان؛ فمرجئة
عصرنا؛ يرون حماة الشرك والضلال؛ من الحكام الكارهين لشرع الله؛ المحاربين لسنة
رسول الله؛ يرونهم: مسلمين؛ ينافحون عنهم، ويثبتون لهم الولاية، وما يتعلق بها من
أحكام؛ فمن ثم يرمون كل من يري كفرهم، والخروج عليهم؛ بأنه: (تكفيري).
خلافاً لأهل السنة الذين يكفرونهم؛ لكن لا يناطحونهم، ولا يخرجون عليهم إلا
عند القدرة والاستطاعة؛ أما مع غلبة المفسدة؛ فلا.
وبهذا التأصيل والتفصيل؛ قال غير واحد ممن يقبل المرجئة كلامه، ويعتبرون
أحكامه.
ابن
باز:
قال: "إلا إذا رأى المسلمون كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان؛
فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة؛ أما إذا لم يكن
عندهم قدرة؛ فلا يخرجوا، أو كان الخروج يسبب شراً أكثر فليس لهم الخروج؛ رعاية
للمصالح العامة. والقاعدة الشرعية المجمع عليها: (أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو
أشر منه، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه)؛ أما درء الشر بشر أكثر؛ فلا يجوز
بإجماع المسلمين. فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل
كفراً بواحاً عندها قدرة تزيله بها، وتضع إماماً صالحا طيباً من دون أن يترتب على
هذا فساد كبير على المسلمين، وشر أعظم من شر هذا السلطان؛ فلا بأس؛ أما إذا كان
الخروج يترتب عليه فساد كبير، واختلال الأمن، وظلم الناس، واغتيال من لا يستحق
الاغتيال؛ إلى غير هذا من الفساد العظيم؛ فهذا لا يجوز؛ بل يجب الصبر، والسمع
والطاعة في المعروف، ومناصحة ولاة الأمور، والدعوة لهم بالخير، والاجتهاد في تخفيف
الشر وتقليله وتكثير الخير"اهـ
والألباني:
قال: "فقد
سمعت كثيراً منهم يخطب بكل حماس، وغيرة إسلامية محمودة؛ ليقرر أن الحاكمية لله
وحده، ويضرب بذلك النظم الحاكمة الكافرة. وهذا شيء جميل، وإن كنا الآن لا نستطيع تغييره"اهـ
وقال: "كثير
من حكام المسلمين يستحقون الخروج عليهم؛ لأنهم لا يحكمون بما أنزل الله، وهم
مسلمون جغرافياً فقط، ولكن لا نخرج لغلبة المفسدة"اهـ
وربيع المدخلي:
"فإذا
كان الخروج على الحاكم لدوافع غير إسلامية، ولا يقصد بهذا الخروج إعلاء كلمة الله؛
كان هذا الخروج غير شرعي، ولا يحل لمسلم المشاركة فيه؛ لما فيه من الظلم
والفتن"اهـ
قال:
"ومن الخطأ الآن؛ تأتي لواحد علماني ملحد زنديق؛ تجي تصارعه على الكرسي؛
أولاً: ادعه إلى التوحيد؛ كدعوة موسى فرعون إلى توحيد الله تبارك وتعالى؛ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى
وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى فَكَذَّبَ
وَعَصَى{؛ إلى آخر الآيات. دعاه إلى توحيد الله تبارك وتعالى؛ فهذا الطاغية
الخبيث المنحرف؛ تدعوه إلى توحيد الله، إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وعرف
معناها؛ قل له: تعال احكم بما أنزل الله، وإلا أنت لا تزال في دائرة الكفر؛ ما
خرجت إلى الآن؛ لكن من الخطأ أن تسدل الستار على كل هذه الأشياء، وتأتي تناوش
القذافي ولا صدام، ولا الأسد على الحاكمية، وتطالبه بدستور، وتأتي مع حكومة عدن
الشيوعية،
وتطالبها بدستور؛ قبل أن تبين لها التوحيد الإسلام؛ هذه صراعات سياسية؛ لها أهواء
وأغراض فقط للوصول إلى العرش"اهـ
وصالح آل الشيخ:
حيث سئل عن (ثوار!)
الجزائر؛ هل يعتبرون من الخوارج؟
فأجاب: "لا
يعتبرون من الخوارج؛ لأن دولتهم هناك دولة غير مسلمة؛ فليسوا من الخوارج، ولا من
البغاة، وإنما الكلام معهم في مسألة: هل هذا فيه مصلحة؛ أم لا؟ هل فعلهم هذا فيه
تحقيق للمصلحة التي يرجونها شرعاً؛ أم لا؟ والواقع أنهم دخلوا في هذا الأمر دون
علم شرعي، ولذلك صار ما صار من مفاسد؛ لكن البغاة والخوارج؛ لا تقال إلا لمن خرج
على ولي الأمر المسلم"اهـ
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.