الحجوري
والسدلان
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله،
والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه ؛؛؛ أما بعد:
فهذا جزء من
ردي على أحد الكذابين المتعالمين؛ أجيب فيه على بعض ما نسبه إلى زوراً وبهتاناً،
وظلماً وعدواناً؛ فأقول مستعيناً بالله:
]تنبيه [لما أرسل إليَّ المردود عليه الرسالة؛
هالني ما جاء فيها من كذب وافتراء؛ ورأيت أن أفضل وسيلة لبيان كذبه وبهتانه؛ هو أن
أجعل غيري يرد عليه، ويدحض افتراءاته؛ فمثلاً: ذكر في رسالته موضوع أعمال القلوب؛
فاخترت طالبين قلما يتخلفا عن درس من دروسي، وإذا تخلف أحدهما حضر الآخر؛ ليسألهما
بنفسه، ومن ثم يجيباه، مثال آخر: ذكر في رسالته أنني منعت أحدهم من الدراسة عند
بدر العتيبي؛ فلما قرأت ذلك؛ عرفت أن قريباً له؛ هو من أخبره بذلك؛ فمن ثم طلبت
إحضاره حتى أواجهه؛ بقوله هذا، وأبين كذبه، وتجنيه؛ لذا هاتفت كثيراً من الطلبة طالباً
منهم الحضور؛ فلما علم بذلك اتصل بي قائلاً: أنت عندي ثقة، وقولك هو المقدم؛ فمتى
ما نفيت شيئاً صدقتك؛ فلا داعي لحضور الطلبة، والشوشرة. وقد كان؛ ذهبت بمفردي،
ونفيت ما نسبه إليَّ، وبينت ما كان مغلوطاً عليَّ، فكان ينبغي عليه مصداقاً لكلامه
أن يكف عن الكلام - لا أقول يعتذر - لكنه لم يفعل؛ بل تكلم فأكثر، ولا يدري أن
معظم ما يقوله يصلني؛ كل هذا وأنا أصبر نفسي؛ فلم يزدد إلا فجوراً، وزادت
الاتهامات، وكثرت الطعونات؛ حتى جاءني من يطلب مني الرد دفاعاً عن نفسي بعد أن كثر
القيل والقال؛ فرددت في مجلسين؛ ثم رأيت أن هذه الطريقة ضررها أكثر من نفعها؛
فعاودت السكوت. وكان بعض الطلبة قد حضر هذين المجلسين وساءه ما سمع؛ فرغب في
الإصلاح، وكلم أحد أتباعه؛ فإذا به يرسل إلي عدة أسئلة؛ فأجبت عليها؛ فلما عرف ما
فيها؛ كأنه تلوم؛ فمن ثم ذهب إلى المردود عليه، وتكلم بكلام أحسن فيه - كما أخبرني
بعض من حضر الجلسة - ومع هذا أبوا إلا إرسال أسئلة أخرى أغلبها معادة؛ أجبت عليها
من قبل؛ فاستأت لذلك؛ لكن رغبة مني في لم الشمل، ورأب الصدع أجبت عنها؛ فكان ماذا!
إذا
أنت أكرمت الكريم ملكته **** وإن أكرمت اللئيم تمردا
قوله: "اتصل بك
أحد الإخوة (....) يخبرك أنه قد حصل على تأشيرة للمملكة، وسوف يتفرغ لطلب العلم في
المدينة النبوية؛ فكان جوابك: "ليس في المدينة، ولا في السعودية علم، وإنما
العلم هنا في سوهاج".
الجواب:
أولاً: ما زلت
تصر على وضع إفكك وبهتانك بين قوسين، وكأنني قلته حقاً، وسمعته أنت فعلاً؛ فإن لم
تستح من الله؛ ألا تستحي من الناس؟!
ثانياً: هل
يوجد عاقل يدري ما يخرج من رأسه؛ يقول: (ليس في المدينة ولا في السعودية علم)؟ لا
شك أن فيهما علم؛ بل في بلاد الكفر يوجد من يحمل العلم.
فإذا كنت قد
اتخذت الكذب شعاراً لك؛ فتعلم أولاً كيف تكذب.
ثالثاً: كثير
من طلبتي سافروا للسعودية، وما زالوا بها إلى الآن؛ وغيرهم على وشك السفر إليها؛
فهلاَّ سألتَ أحدهم إن كنتُ قلتُ لواحد منهم هذا الهراء والافتراء؛ أم لا؟
رابعاً:
المطلوب منك تعيين من أخبرك بهذا؛ حتى يتسنى لنا سؤاله، ومواجهته؛ فإن لم تفعل فقد
حكمت على نفسك بالكذب.
قوله: "اتصل بك
الأخ (.....) وهو مقيم بمكة المكرمة؛ يسألك عن حضور دروس العلامة المحدث علي آدم
الأثيوبي, فكان جوابك كالصاعقة: "لا تذهب له ولا تحضر له, بلا إسناد بلا
بتاع..!!, إنه مميع لا يرد على الحزبيين، ولا يبين انحرافهم".
الجواب:
أولاً: هذا
نقلته عن (علي هلال)؛ فليتك تطالع ما كتبه في المنتدى لتحكم بنفسك على نفسك؛ هذا
لو كان لديك بقية من حياء.
ثانياً: أكان يصعب عليك
أن تقول - مثلاً -: بلغني عنك كذا؛ أو نما إلى علمي كذا؛ أو أخبرني فلان أنك ..
إلى آخر ذلك؛ أو حتى تسألني عن سبب منعني إياه؛ فلعل سبباً وجيهاً عندي؛ لكنك أبيت
إلا الإمعان في الكذب والفجور.
فقلت: "اتصل بك الأخ ..
إلى آخر كلامك، وكأنك كنت موجوداً معنا ساعة اتصاله؛ فما أقبح الكذب والغباء إذا
اجتمعا.
ثالثاً: هب أن ذلك كذلك، وأنني
منعته فعلاً؛ لعد هذا من محاسني فالمذكور؛ ما زال حتى هذه اللحظة؛ يرى أن الحلبي
من كبار أهل العلم السلفيين، وينعته بالعلامة، ويرفض الكلام فيه.
تماماً؛ كما يرى شيخك العلامة
الحجوري؛ أن الهلالي المرجئ السارق الكذاب من شيوخ السلفية، والطيور على أشكالها
تقع.
رابعاً: (الأثيوبي) علامة
ومحدث، و(الألباني) إمام، و(ربيع) حامل راية الجرح والتعديل، و(الحجوري) علامة
ومحدث.
هزلت والله!
خامساً: أي صاعقة في جوابي؛
هل كفرته حتى تهول هكذا؟
غاية ما هنالك أنني - بزعمك -
أثنيته عن الذهاب إليه؛ فهل أثنيته عن
الذهاب للإمام أحمد؟
قوله: "اتصل بك
أحد الإخوة من المقيمين في المملكة يسألك عن حضور دروس بدر بن طامي العتيبي,
فمنعته من ذلك لأنه لا يتكلم في الحزبيين الموجودين بالطائف عنده، وإنما يتكلم في
الحزبيين الموجودين خارجها".
الجواب:
أولاً: لو كنت قد ذكرت جميع الأسماء التي وردت في
رسالتك مجردة من الألقاب؛ لما توقفت عند ذكرك لـ (بدر العتيبي) مجرداً من لقب
(الشيخ)؛ فهل تراه لا يستحق ذلك؛ أم ماذا؟
ثانياً: شيخك العلامة الحجوري لا يدانيه في علمه؛
أقول هذا لكي تعرف أقدار الناس، ومن ثم تنزلهم منازلهم اللائقة بهم. على حد قولك.
أقول هذا؛ لكي يعلم الناس أنك لا تفعل ذلك لله؛ بل
لأسيادك؛ ابتغاء مرضاتهم؛ فإنك لما ذكرت أحمد بازمول؛ نعته بالشيخ أو الدكتور - لا
أستحضر ذلك الآن - لأنك تعلم أنه من أزلام ربيع؛ أما بدر العتيبي فلا ينتسب لأحد؛
حتى تعمل له ألف حساب.
علماً بأن بدر العتيبي أقل أحواله؛ أنه سني؛ بينما بازمول
مبتدع ضال.
ثالثاً: أكان يصعب عليك أن تقول - مثلاً -: بلغني عنك
كذا؛ أو نما إلى علمي كذا؛ أو أخبرني فلان أنك .. إلى آخر ذلك؛ أم أبيت إلا الإمعان
في الكذب والفجور.
فقلت: "اتصل بك ... إلى آخر كلامك"، وكأنك
كنت موجوداً وقت اتصاله بي؛ أو أن من أملى عليك هذا البهتان؛ سجل المكالمة وأسمعك
إياها.
فهل هذا خلق من يخاف الله، واليوم الآخر؟
رابعاً: هب أنك كنت معنا، أو أنه سجل كلامي، وسمعته
بنفسك؛ فلم لم تكلف نفسك، وتسألني إن كانت لي ملاحظات على الرجل؛ أم لا.
بدلاً من إطلاقك التهم الجزاف؛ هكذا بلا ورع، ولا
خجل.
خامساً: أقسم بالذي رفع السماء بلا عمد؛ أنني ما نطقت
حرفاً مما نسبته إلي أنت أو قريبك؛ بل على العكس؛ أنا من دللته عليه، وطلبت منه أن
يبلغه سلامي؛ فإما أن تكون أنت الكذاب، أو هو؛ فإن كان هو؛ فكفى بك إثماً أن تحدث
بكل ما تسمع.
سادساً: ومع هذا؛ فإرغاماً لأنفك، وبياناً لجهلك؛
أقول:
هب أنني منعته عن الذهاب للشيخ بدر فعلاً؛ فليس في
هذا ما يشينني؛ فلربما كنت آخذ عليه أشياء؛ لا تعرفها أنت؛ فهذا أبو داود ترك
الرواية عن أبي الأشعث العجلي وهو ثقة؛ لمزاح فيه، فقد ذكر أنه كان بالبصرة مجان
يلقون صرة الدراهم ويرقبونها، فإذا جاء من لحظها فرفعها صاحوا به وخجلوه؛ فعلمهم
أبو الأشعث أن يتخذوا صرة فيها زجاج، فإذا أخذوا صرة الدراهم فصاح صاحبها؛ وضعوا
بدلها في الحال صرة الزجاج؛ لذا كان يقول: كان يعلم المجان المجون.
وترك شعبة الرواية عن رجل رآه يركض على برذون.
وترك غيره الرواية عن رجل رآه يبصق تجاه القبلة.
والمقصود هنا: هو بيان أن أسباب الجرح - بغير البدعة - تختلف من شخص لآخر؛
فما يراه أحدهم جرحاً؛ لا يراه الآخر كذلك.
أقول هذا: حتى يعلم المتهوك أنه لو قدر أنني جرحت (بدر العتيبي) بما ليس
بجرح عند التحقيق العلمي؛ لم يكن له أن يهول، ويشغب؛
كما يفعل الآن.
قوله: "قولك:
(لا يوجد طلب علم في المملكة، وأن طلاب سوهاج أفضل من طلاب الشيخ أحمد يحيى النجمي
في صامطة".
الجواب:
أولاً: ما زلت
تكذب وتتحرى الكذب، وإمعاناً في ذلك جعلت كلامي بين قوسين، وكأنه سمعته مسجلاً، أو
قرأته مكتوباً.
ثانياً: لن
أقول: إنه يندر أن أتطرق لذكر النجمي وصامطة؛ وهو كذلك فعلاً؛ بل سأطلب منك ما
يلي:
1-
أن تذكر لنا
اسم من أخبرك بهذا.
2-
أن تأتيني به ليواجهني بذلك.
3-
أن تذكر لي؛ متى قلت هذا.
فإن لم تفعل ولن تفعل؛ فاعلم أنك كذاب أشر، وثمة أوصاف أخرى تستحقها؛ لكنني
أعرضت عنها لعلمي أن القارئ سيحكم بها عليك.
فيا أيها الكذاب، والله الذي لا إله إلا هو؛ ما فهت بهذا قط.
ثالثاً: هب أنني قلت ذلك؛ فليس في هذا عيب أيضاً؛ فغاية ما فيه أنني فضلت
طلابي على طلاب الشيخ، وكل فتاة بأبيها معجبة؛ فلا أدري ما دخلك أنت في ذلك.
قوله: "الطعن
في الشيخ العلامة بقية السلف صالح الفوزان - حفظه الله - بأنه يحابي ويجامل على
حساب المنهج, وذنبه عندك أنه قرأ رسالتك في مسألة الإيمان, ففهم بفراسة العلماء أن
السؤال ليس للتعلم؛ فرفض الإجابة مع أنه قد أصَّل ووضّح المسألة في غير موضع من
كتبه وأشرطته، ولك طعن مبطن فيه بأنه لم يعرف مسائل المنهج؛ إلا بعد
كبر سنه؛ مع أنه ليس من شرط العالم أن يكون عالماً بكل شيء, ولا يزال العلماء
يستفيد بعضهم من بعض".
الجواب:
أولاً: الآن صار الفوزان بقية السلف؟!
وربيع ماذا يكون إذاً؟!
ألا تخشى أن يغضب عليك أزلامه؟!
ثانياً: أليس في هذا طعن من طرف خفي في إمام الجرح والتعديل؟!
ثالثاً: قولك: "وذنبه عندك أنه قرأ رسالتك في
مسألة الإيمان؛ ففهم بفراسة العلماء أن السؤال ليس للتعلم؛ فرفض الإجابة مع أنه قد
أصَّل ووضّح المسألة في غير موضع من كتبه وأشرطته".
علام بنيته؟!
هل أخبرك هو بذلك؟
أم تكهنت
فعلمته؟
أم اطلعت
الغيب؟!
ألا تستحي يا
هذا!
ثم منذ متى،
وأنت على هذا القول؟
أمنذ أخبرتك
بالقصة كاملة، ولم تنبس ساعتها ببنت شفة - قطع الله لسانك -.
أم منذ فجرت
في الخصومة؟
أنت تعلم أننا
أردنا منه أن يجيب على قولين له؛ طارا بهما المرجئة كل مطار:
الأول: قوله:
(مرجئة الفقهاء من أهل السنة والجماعة).
والثاني: قوله
عن كلمة (جنس): (لعلها جاءت من قبل المرجئة).
وقد جئت
مهتماً تسألني ماذا حدث؟
فأخبرتك أنه
لم يتطرق إلى ما نسب إليه نفياً، أو إيجاباً.
فسؤالي لم يكن
للتعلم كما ادعيت؛ بل لهذا السبب؛ فلا تتهافت على الكذب تهافت الفراش على النار.
رابعاً: قولك:
"ولك طعن مبطن فيه بأنه لم يعرف مسائل المنهج؛ إلا بعد
كبر سنه".
لماذا لم ترد علي لما سمعت هذا الطعن (المبطن)؟
كيف طابت نفسك أن تسكت، ولا تذب عن عرض بقية السلف؟!
أم تذكرت أنه (طعن مبطن)؛ بعد الخصومة.
أنت لا تريد من وراء هذا إلا التشويه والتشغيب، وإلا فما الداعي لذكره،
وأنت تعلم يقيناً أنه لا شيء فيه البتة.
وأنني ما ذكرته إلا لكم؛ لأعلمكم أن العلماء ليسوا سواء؛ بل تتفاوت مداركهم
وقدراتهم، وأن أحدهم قد يعتني بفن من فنون العلم حتى يبرز فيه، ولا يكاد يعرف إلا
به، وغيره قد يأخذ من كل علم بطرف فيكون موسوعياً، وهكذا؛ فماذا في ذلك؟
وقد يموت أحدهم ولا يعرف شيئاً عن بعض العلوم؛ كعلم الفرائض مثلاً، أو علم
القراءات.
وهذا عبدالرحمن بن مهدي كان يقول:
سفيان الثوري إمام في
الحديث،
وليس
بإمام في السنة،
والأوزاعي إمام في
السنة،
وليس
بإمام في الحديث،
ومالك بن أنس إمام فيهما جميعاً.
وكان
يقال: فلان من أثبت الناس في فلان؛ فإن روى عن غيره ففي حديثه اضطراب.
وفلان
ثبت في الشاميين، وليس كذلك في الحجازيين.
وفلان
في التفسير لا يبارى؛ أما في الحديث فليس بذاك.
وفلان
إمام في القراءة؛ ضعيف في الحديث.
وإمام
في السنة؛ ضعيف في الحديث.
وهذا
إسحاق بن الطباع يقول: قال لي ابن عيينة: العلماء ثلاثة: عالم بالله وبالعلم،
وعالم بالله ليس بعالم بالعلم، وعالم بالعلم ليس بعالم بالله.
قال
إسحاق: الأول: كحماد بن سلمة، والثاني: مثل أبي الحجاج العابد، وعالم بالعلم ليس
بعالم بالله: أبو يوسف وأستاذه.
وسئل
أحمد عن الحمادين؛ فقال: حماد بن سلمة بن دينار، وحماد بن زيد بن درهم؛ الفضل
بينهما؛ كفضل الدينار على الدرهم.
ولهم
من ذلك الشيء الكثير.
قال الذهبي في
السير (5/260) في ترجمة عاصم: "وما زال في كل وقت يكون العالم إماماً في فن؛
مقصراً في فنون. وكذلك كان صاحبه حفص بن سليمان؛ ثبتاً في القراءة واهياً
في الحديث. وكان الأعمش بخلافه: كان ثبتاً في الحديث ليناً في الحروف".
ثم
تزعم بعدُ أنه طعن مبطن؟! ما أفجرك في الخصومة.
فما
نسبته إلي حق؛ فهو لم يعرف مسائل المنهج إلا على كبر، والله لا يستحيي من الحق.
خامساً:
قولك: "يحابي
ويجامل على حساب المنهج". يحتاج لبينة، وبما أنه قد ثبت كذبك؛ فيلزمك إحضار
ما يشهد لك؛ فإن لم تفعل - ولن تفعل - فأبشر بما يسؤوك.
سادساً: أزيدك
فأقول: نعم.
وما قصة
العرجاني عن الناس ببعيدة.
قال العرجاني:
"قد ظهرت من شيخي صالح الفوزان حفظه الله؛ بعض البيانات علي، وعلى كتابي مما
دعاني بعد صمت طويل؛ سببه النظر في المصالح وتقديمها، وتأخير المفاسد وتقليلها،
ولكني أرى من المصلحة اليوم أن أذكر كل ما جرى مع الشيخ حفظه الله من أول ما زرته
في مكتبه من أجل هذه الفتنة قبل تأليف كتابي، وبعده، وسأكون صادقاً في كل كلمة
وحرف أذكره، ومتحرياً للصدق في كل قول أسطره، وسوف أدعو كل من كذبني في هذا
الكلام، أو خونني إلى المباهلة، ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين على الكاذب.
فقد زرت الشيخ في مكتبه، وتناقشت معه في موضوع فتنة الإرجاء وفي عبدالعزيز الريس؛ فنصحني
بتركه وتجنبه، ودعوت الشيخ إلى الرد عليهم؛ فقال :هؤلاء معروفين، وقد رد عليهم العلماء
من قديم، والكتب موجودة. وقلت له: إن أهل السنة في خطر، وقد انجرفوا في هذه البدعة
الخطيرة, ولكن الشيخ هون من الأمر؛ بخلاف موقفه الآن؛ حيث أصبح يحذر منهم بكثرة،
ويعظم فتنتهم. وقد ذكرت له الألباني في هذه الزيارة، ولم يقل شيئاً تجاه
ذلك، ولم يعترض علي. وأذكر مما قلت له، ونصحته به أن يكتب عقيدته؛ لأن القوم
يقولونه أقوالاً، وينسبونها إليه. فقال : الحمد لله عقيدتي موجودة في كتبي. وأهديت
له كتابي (لا تفعل الحرج ومنه ما ورد في كتاب سلمان العودة افعل ولا حرج) الذي علق
عليه؛ فنظر فيه وتبسم, وقال: هذا هدية لي قلت: نعم. عندما ألفت كتاب (أقوال
المرجئة) ذهبت إليه في مسجده، وجلست معه؛ فقال: هل هذا الكتاب رد على أحد؟ قلت:
نعم؛ عبدالعزيز الريس؛ فقال الشيخ: الريس وغيره كثير؛ فقلت له: والألباني، وربيع
المدخلي؛ فقال الشيخ: البلاء من أهل المدينة؛ كل أهل المدينة على هذا - هذا كلامه
أو نحوه لكي لا أكذب في حرف منه، ولا كلمة. وأما المعنى فأجزم به - وقد كنت أستغرب
من كلمة الشيخ هذه، وأستعظمها؛ لأني لم أكن أعرف أن أهل المدينة على هذا؛ حتى تبين
لي بعد ذلك. وقد كانت معي ورقة فيها أسماء الكتب التي ذكرتها في كتابي، وأسماء
مؤلفيها لأني لم أذكر أسماء المؤلفين من أجل أن ينظر الشيخ في كتابي، ويقدم له،
وقلت للشيخ: لم أذكر أسماء المؤلفين في كتابي؛ قال: أحسن؛ ما له حاجة؛ ثم قال لي:
أعط الكتاب الشيخ عبدالكريم الخضير، وقل
له ينظر فيه، ويعطيني إياه. ذهبت إلى مكتب الشيخ عبدالكريم الخضير؛ فلم أجده؛
فمررت بمكتب الشيخ صالح الفوزان، وأخبرته بأني لم أجد الشيخ عبدالكريم، وأعلمت
الشيخ بأني في الخرج؛ فأخذ الكتاب، وقال: لا تستعجل علي. وبعد أيام؛ اتصل علي مكتب
فضيلته، وجئت فأخذت النسخة بعد انتظار طويل، ولم يفتح باب الشيخ؛
فأعطاني صاحب المكتب (الكتاب) فتصفحته وقلبته ونظرت في جميع التعليقات والتوجيهات؛ ثم
خرجت ولم يفتح باب مكتب الشيخ حفظه الله. وقد قمت بتنفيذ جميع توجيهاته؛ حتى اقتراحه
للعنوان؛ ثم صورنا النسخ ووزعناها، وبعد ذلك طبع
الكتاب والحمد لله. ثم أصدر بيانه الأول في كتابي؛ فذهب إليه الشيخ فالح بن
مزهر في مكتب فضيلته؛ فقال له الشيخ فالح: هل في الكتاب ملاحظات عقدية؟ فقال
الشيخ صالح الفوزان: اترك عنا الكتاب؛ لماذا يذكر الذي دار بيني وبينه ويكتبه من
غير إذني. فهذا باختصار كل ما جرى مع فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله، ولكن
بعد إصدار البيان الأول؛ حاول الناس تكذيبي، وأنا قد وضحت ذلك
في موقعنا، وها هو البيان الثاني من فضيلته علي وعلى كتابي؛ فلعل من المصلحة عدم
السكوت؛ بل أرى بأنه من الواجب الذب عن عرضي، وتكذيب من كذبني، وخاصة وأن الأمر
يتعلق بالعقيدة؛ وبفتنة عمت وطمت، وهي فتنة الإرجاء. أما الملاحظات التي قالها
الشيخ وكتبها على كتابي؛ فهي ولله الحمد موجودة بخط يده لمن شاء أن يقرأها، ويتمعن
فيها، وهل قمت أنا بما أبداه من توجيهات وملاحظات؛ أما لا؟ ولعلنا
هنا نقف مع بعضها على عجل:
كان عنوان
الكتاب (أقوال المرجئة الخفية) فضرب بقلمه على كلمة (الخفية) وكتب فوقها
(المعاصرة).
فقمت بتعديل
العنوان إلى (الأقوال الخفية للمرجئة المعاصرة) للجمع بين الأمرين.
قال الشيخ:
أسلوب الكتاب غير واضح. فانظر لمقدمة كتابي لتوضيح هذه الجملة. ولكن في البيان
الجديد للشيخ؛ يقول غير ذلك (من التغيير الجذري! وعزو النقولات إلى أصحابها وإلى
مصادرها! بعد ما يفهم كلامهم على حقيقته ويرد عليه رداً علمياً)
فأنا إذاً
ماذا فعلت في الكتاب؟ فهذا الكتاب بين أيديكم؛ فراجعوه إن شئتم, وإذا فيه من أقوال
المرجئة ما لم أفهمه على حقيقته؛ فلماذا لم يبينه لي من قبل.
وقال الشيخ:
الكتاب يحتاج إلى صياغة جديدة واضحة؛ تورد فيها أقوال المردود عليهم؛ ثم يرد
عليها.
فانظر إلى
مقدمة كتابي لبيان هذه العبارة وتوجيهها, وأنا لم أرد إلا على أقوالهم بعد ذكرها
وبدقة.
وأما قول
الشيخ: تورد أقوال المردود عليهم ثم يرد عليها. فهذا غريب من الشيخ! ألم ينظر في
الكتاب - فكله نقول لأقوالهم - وإلا فكيف أرد على شيء غير موجود؛ فهذه الجملة
يراجع فيها الشيخ حفظه الله.
ثم قال
فضيلته: مع ذكر المصادر بأسمائها وأسماء مؤلفيها. فجزاه الله خيراً على ذلك، وقد
قمت بما طلب؛ علماً بأنه يقول من قبل في عدم ذكري
لأسمائهم: أحسن ماله حاجة.
وقال: يحتاج
إلى ذكر تعريف الإيمان. وقد قمت بذلك كله ولله الحمد والمنة. ولكن الشيخ ما أغضبه
إلا عندما ذكرت الذي دار بيني وبينه من حديث، ولكني زدت هنا أمراً كنت أخفيه، وهو
قوله: (كل أهل المدينة على هذا؛ البلاء من أهل المدينة).
وأما القول
بأن الكتاب فيه ملاحظات عقدية أو أخطاء، ونحو ذلك؛ فإني اليوم وغداً وبعد غد؛
أستقبل جميع الملاحظات والأخطاء العقدية في الكتاب إن وجدت، وسأكون شاكراً لمن صحح
عقيدتي، ووجهني للخير والسنة. وأما الشيخ؛ فإنه لم يبد أي خطأ في كتابي؛ لا من قبل
ولا من بعد، وإنما ركز وأعاد وزاد مع الشيخ فالح بن مزهر على قوله: لماذا يقوم
بنشر الكتاب من غير الرجوع إلي، ويذكر ما دار بيني وبينه.
فلا أخفيكم
بأن الذي دار بيني وبين فضيلة الشيخ صالح الفوزان من فضح المرجئة بأسمائهم
وأعيانهم هو عندي أعظم من كتابي؛ لما فيه من الفوائد العظيمة للسنة وأهلها؛ فإن
كان الشيخ قال ما قال حقا هو فيه محق؛ فلماذا يخفيه ويكتمه، وإن كان غير ذلك؛
فحاشاه من ذلك". انتهى
وكذا قوله: (مرجئة
الفقهاء من أهل السنة والجماعة).
وقوله: (لعلها
جاءت من قبل المرجئة)
ألم يخذل بهما
أهل السنة، ويفرح المرجئة؟
وقوله: (ما فيه
أحد فيما نعلم من علماء الجرح والتعديل؛ لكن قد يكون
من علماء الغيبة والنميمة).
و(علماء الجرح
والتعديل في القبور).
وقوله: أبو
حنيفة إمامنا وقدوتنا؛ رضي من رضي وسخط من سخط).
وموقفه من المأربي
وغيره من المبتدعة.
وموقفه من
الحلبي.
وقوله في
النووي وابن حجر.
وله أشياء؛
غير هذه.
وأنت وغيرك - ممن
يصطادون في الماء العكر، ويتلونون فينكرون ما يعرفون، ويعرفون ما ينكرون؛ تعرفونها؛
لكنكم أهل كذب ومين، ولعب على الحبلين.
سابعاً: فهذه
كمقولة شيخك ربيع في الذهبي؛ أنه متساهل، أو في ابن باز.
فهلا احتملتها
لي؛ كما احتملتها له، ووجهتها توجيهاً حسناً.
فإن كنت تصر
على أنها طعن لا يحتمل.
أجبتك قائلاً:
لا شك أن
ربيعاً؛ إمام السلفية المعاصرة والغابرة، وقد رأيته يطعن في أهل العلم - السابقين
واللاحقين - فظننت أن هذا من منهج السلف؛ فمن ثم؛ طعنت في الفوزان.
ثامناً: ألا
تعرفون من السلفية؛ إلا: فلان يطعن في فلان - وليته كان طعناً؛ بل هو وصف لواقع - وفلان
يتكلم في فلان.
تاسعاً: لقد
كنت في غنى عن ذكر ذلك؛ لكن ما الحيلة، وقد أعيت الحماقة من يداويها؛ فمثلي
ومثلكم؛ كمثل ما جرى للأنصاري من بعض أعدائه الحمقى؛ قال أحمد بن أميرجه القلانسي
خادم الأنصاري: "حضرت مع الشيخ (يعني: أبا إسماعيل الأنصاري) للسلام على
الوزير أبي علي الطوسي، وكان أصحابه كلفوه بالخروج إليه، وذلك بعد المحنة ورجوعه
من بلخ؛ فلما دخل عليه أكرمه وبَجَّلَه، وكان في العسكر أئمة من الفريقين في ذلك
اليوم، وقد علموا أنه يحضر؛ فاتفقوا جميعاً على أن يسألوه عن مسألة بين يدي
الوزير؛ فإن أجاب بما يجيب به بـ (هراة) سقط من عين الوزير، وإن لم يجب سقط من
عيون أصحابه وأهل مذهبه؛ فلما دخل واستقر به المجلس؛ انتدب له رجل من أصحاب
الشافعي يعرف: بالعلوي الدبوسي؛ فقال: يأذن الشيخ الإمام في أن أسأل مسألة؟ فقال:
سل؛ فقال: لمَ تَلعَنُ أبا الحسن الأشعري؟ فسكت، وأطرق الوزير لِمَا عَلِمَ من
جوابه؛ فلما كان بعد ساعة؛ قال له الوزير: أجبه؛ فقال: لا أعرف الأشعري. وإنما
ألعنُ من لم يعتقد أن اللّه عز وجل في السماء، وأن القرآن في المصحف، وأن النبي
اليوم نبي؛ ثم قام وانصرف، فلم يمكن أحد أن يتكلم بكلمة من هيبته وصلابته وصولته؛
فقال الوزير للسائل، ومن معه: هذا أردتم؟ كنا نسمع أنه يذكر هذا بـ (هراة)
فاجتهدتم حتى سمعناه بآذاننا: ما عسى أن أفعل به".
قوله: "الطعن في الشيخ محمد بن
هادي المدخلي وأنه ليس له شروح، وليس لديه علم، وتفضيل بعض الطلاب عليه, وهذا
مخالف للحديث: (أنزلوا الناس منازلهم)".
الجواب:
أولاً: ليتك تتكلم فيما تحسنه فحسب، وما نسبت إليَّ قلته والحمد لله، وهو
حق، وقد أنزلته منزلته بالفعل.
فهل تريد أن أفضح لك شيخك العلامة؛ أم ستكتفي بذلك؟!
ثانياً: لم لَم تنزله أنت منزلته، وتأخذ بكلامه
في الحجوري؟!
ثالثاً: بقيت مسألة: وهو أنني لم أقل: ليس لديه علم؛ فلا شك أنه يعلم
أشياء؛ إنما ذكرت أنه لم يُعرف إلا بمسائل المنهج، والكلام في الأشخاص جرحاً
وتعديلاً.
قوله: "تزهيدك الطلاب في الالتحاق بأهل
العلم والسفر إليهم؛ فليس في السعودية علم ولا في اليمن بحجة أن العلم هنا في
سوهاج, وهذا عجيب والله, أين موقع هذه المحافظة في العالم؟, وأريدك أن تعد لي
العلماء الموجودين فيها؟"
الجواب:
هذا مكرر - لتكثير الصفحات - وقد أجبتك عليه.
ومع هذا؛ أقول:
سأعتبر كلامك مجرد دعوى، وليس كذباً محضاً؛ وإلا فهو كذلك؛ ولأن الدعاوى
إذا لم يُقم عليها بينات أصحابها أدعياء؛ فسأطالبك بما يلي؛ تبرئة لنفسك:
أولاً: سم لي طالبين فقط من هؤلاء الطلاب الذين ذكرتهم هكذا بصيغة الجمع؛
زهدتهما في الذهاب إلى السعودية، أو طلب العلم فيها، وطالباً واحداً فقط؛ زهدته في
الذهاب إلى اليمن، وطلب العلم فيه.
ثانياً: كنتَ قد ذكرت لي في المجلس الذي جمعنا: أنني (سوأت) سمعتكم، وأصبت
الدعوة بضرر بالغ؛ حتى لقد قلت لي بالحرف: (إنني بلوة، وإنني أفسدت وما زلت أفسد،
وإنك تعرف بدايتي، وتعرف نهايتي) وأن الطلاب (في السعودية) عندما يأتي أحدهم إلى
مجلس من مجالس العلم فيها؛ يسأله الشيخ: من أي البلاد أنت؟ فإذا قال: أنا من
سوهاج؛ قال له الشيخ: تقهقر إلى الوراء؛ أنت تبع عماد فراج؛ أنتم حدادية.
فإن كان ذلك كذلك؛ فكيف إذن تقول: أين موقع هذه المحافظة في العالم؟
ثالثاً: سم لنا واحداً من هؤلاء الطلاب - مع ذكر رقم هاتفه حتى يتسنى لنا
الاتصال به، وسؤاله مباشرة: هل حدث معه ذلك فعلاً - وواحداً من هؤلاء المشايخ؛ قال
ذلك.
وليتك - بالمرة - تقوم بعمل حصر لجميع طلابك المقيمين بالسعودية، وتتحفنا
بعددهم، وأسمائهم، وأسماء المشايخ الذين ذهبوا إليهم؛ لنعرف هل بلغوا أقل الجمع؟!
رابعاً: أما بالنسبة لقولك: (وأريدك أن تعد لي العلماء الموجودين فيها؟)
فالجواب كما يلي:
أما قياساً على منهج السلف الذي ينزل الناس منازلهم حقاً؛ فلا يوجد من بين
من تضفي عليهم الألقاب الرنانة؛ عالم بالمعنى الحقيقي لكلمة عالم؛ فضلاً عن أن
يكون علامة.
أما إن كنت تريد القياس على السلفية المعاصرة التي كثر فيها الأئمة
والعلامات؛ فقياساً على علامتيك محمد بن هادي، والحجوري؛ فأنا شيخ الإسلام،
والمسلمين.
قوله: "الطعن في الشيخ العلامة
يحيي بن على الحجوري وكلامك فيه سيء جداً؛ ولا يُحتمل؛ فهو عندك بذيء اللسان سيء
الأخلاق ولا يصلح للتدريس ولا للقيام على دار الحديث بدماج".
الجواب:
أولاً: هل أنت مقلد؛ أم مجتهد؟ إن كنت مقلداً؛ فمن من أهل العلم المعتبرين
وصف الحجوري بأنه علامة؟
أما إن كنت مجتهداً فلا حرج عليك، وإن وصفته
حتى بالإمامة.
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها **** وحتى سامها كل مفلس.
ثانياً: قد ذكرت في ردي السابق الإجابة على سؤالك، وبينت فيه طرفاً من حال
علامتك الحجوري؛ صاحب الساقط سليم الهلالي - فلينظر -.
ولا أدري والله؛ أين القواعد السلفية التي تتشدقون بها؛ ألم يقل السلف:
المرء بخدنه؛ فما بالك تعظم الحجوري؛ وتفخم أمره؟!
ثم هل وصفي له بأنه بذيء اللسان؛ سيء الأخلاق - وهو واقع لا تستطيع أنت ولا
غيرك أن يشكك فيه - كلام سيء جداً لا يحتمل؟!
إن لم يكن هذا يحتمل؛ فما الذي يحتمل إذن؟
أليس هذا عين الغلو الذي تنقمه على الحدادية؟!
على أن قائل هذا هو الجابري؛ فهل يسعني تقليده في ذلك؟
أقول هذا إرغاماً لأنفك، وإظهاراً لجهلك،
وإلا فالتقليد لا خير فيه.
ثم منذ متى أصبح الكلام في الحجوري وغيره؛ كربيع والألباني؛ من المحظورات.
أم أنهم صاروا من أصول الدين؛ من يتكلم فيهم يخرج من السلفية.
علماً بأنك أنت ومن معك؛ هتكتم ستر الرجل؛ بغلوكم فيه، وامتحانكم الناس به،
وإلا فهو لا يعنيني أصلاً ولا ألتفت إليه، وألا أكاد أذكره.
وشيخك الذي أملى عليك ذلك؛ يعرف هذا، وما زال خطابه عندي.
إلا إذا بينت لي أن عدم ذكره يعد من نواقض السلفية؛ فحينئذ أعدك بأنني
سألهج بذكره، والثناء عليه.
ثالثاً: ما نسبته لي من أنني قلت: "لا يصلح للتدريس ولا للقيام على
دار الحديث بدماج".
كذب محض؛ فإن دماجاً لا تعنيني أصلاً؛ فكيف أهتم بها، وأهتم بمن يقوم عليها،
ويدرس فيها؟!
بل منذ متى، وأنت تهتم بها؛ إلا إذا كنت تروم من وراء ذلك شيئاً ما؛ فلا
تتزلف لدماج ومن فيها؛ فلن يلتفت إليك أحد؛ لا ربيع، ولا الحجوري.
وأرى أن تبحث عن ثالث - غيرهما - علك تجد بغيتك عنده، وأظن (سليم الهلالي)
مناسب جداً.
الحجوري علامة، وعماد فراج مبتدع؟!
هزلت والله!
وهذه إجابة
على سؤال وجه لي قبل مدة، وهي منشورة على الشبكة:
السؤال: بعض
الناس يتهمكم بأنه ليس لكم موقف واضح في الخلاف القائم بين الشيخ
يحيى بن علي الحجوري, وعبدالرحمن العدني, وأن ذلك بسبب موافقتكم لعبدالرحمن العدني؛
لكنكم لا تصرحون بذلك؛ فما تعليق فضيلتكم على هذا الكلام؟
الجواب:
الحمد لله: الخلاف
بين الحجوري والعدني لا دخل له من قريب أو بعيد
بسلفيتي؛ بل ولا يعد موضع نقد أو نقص؛ فضلاً عن أن أكون متهماً به؛ ولو
قدر أن أحداً من الناس مات ولم يعرف ابن باز أو الألباني أو ابن عثيمين - وهو
سلفي العقيدة والمنهج - ما ضره ذلك شيئاً؛ فكيف بالحجوري والعدني؟! وأنا
حقيقة لا علم لي بما يدور داخل دماج، ولا يهمني معرفته، ولا يضرني ذلك، والحجوري
معرفتي به قليلة، والعدني لا أعلم عنه شيئاً البتة؛ إنما أسمع به فحسب. فإن
كان السائل يرغب في معرفة موقفي لاعتقاده أن ذلك محل امتحان؛ أو لأن رأيي يهمه؛
فليعرض ما عنده بحياد تام - والأعضاء شهود عليه؛ فلا شك أن كثيراً منهم على علم
بهذا الخلاف وأسبابه - وساعتئذ سأصرح برأيي دون مواربة، أو مجاملة.
وهذا
سؤال وجه حديثاً للجابري: قال السائل: هل يا شيخ تغير شيء منكم اتجاه يحيى الحجوري؛ أم الأمر ما زال؟
فأجاب:
لا لم يتغير, ولا أملك التغير, أبداً؛ أنا على ما قلت فيه؛ لأن عندنا الأدلة على
ما ركبه من البدع والضلالات؛ من ذلك:
قوله .. إلى غير ذلك من الضلالات الكثيرة.
السائل:
يعني: جرى اتصال بينه، وبين مشايخنا
الكبار؛ هذا لا يغير شيئاً؟
الشيخ:
لا أبداً؛ أنا لا أقبله، ولا أثني عليه خيراً؛ لأن ما قلته فيه:
أولا:
مبني على الدليل الذي لا يقبل التأويل؛ ثابت.
وثانياً: هذا
دين؛ لا أنا ولا غيري يملك الصلح فيه؛ فلا يثنى عليه خير؛ حتى يتوب من جميع ما نقل
عنه، وثبت عنه؛ توبة منشورة تفصيلية" انتهى
بتصرف.
وكان قد قال
في فتوى سابقة: "لا أنصح بالقدوم على مركز دماج ما دام الحجوري قائماً عليه،
فإنه حوله من مركز سنة إلى مركز بدع ومحدثات ووقاحات، ومن أواخر بواقعه قوله:
إن الصحابة شاركوا
في قتل عثمان.
ومنها قوله:
إن أهل بدر عصوا الله معصيتين.
إلى ما لا
يحصى من البواقع والبواطيل التي تدل على أحد أمرين:
إما أن الرجل
دسيسة على أهل السنة، ولم تجد هذه الدسيسة ولا من يَؤُزُّها إلا بعد موت الشيخ
مقبل رحمه الله.
الثاني:
الجهل، وإن كان يدعي أنه من أهل الحديث؛ فهو رجل بذيء، فحاش، طعان، كذاب، وفي مركز دماج أناس مساكين لا مأوى لهم، نعم فهم
مضطرون إلى الإقامة، وهم كارهون على تقريرات يحيى الكاسدة، وأصوله الفاسدة؛ هذا
الرجل يعني: تكلم أولاً في الجامعة الإسلامية حرسها الله كلاماً سيئاً وصل إلى تحريم
الدراسة فيها، وأنها حزبية بحتة، فأنا رددت عليه في هذا، فرد عليَّ، ثم بعد ذلك
بلغتنا عنه كلمات فاحشة؛ فحش ووقاحة؛ نعم" انتهى بتصرف.
فظهر أنني لم
أقل إلا ببعض قول الجابري.
أقول هذا تبكيتاً
لك عساك تعرف حمرة الخجل.
فليُغتفر لي
إذاً ما اغتفر له؛ إلا إذا كان الجابري عندك مبتدعاً - تبعاً لشيخك العلامة
الحجوري -؛
فلا حرج عليك
حينئذ؛ أن تبدعني.
رابعاً: ألست
تزعم أنك متابع لأهل العلم.
فها هو الفوزان
يسئل عن علامتك الحجوري:
(معلم قال لطلابه
هذه الأقوال: أولاً: إن الله استوى على العرش مـن غـير مماسة؛ ثم تراجع، وقال:
أخطأ النبي صلى الله عليه وسلم في قصّة عبس وتولى؛ ثم تراجع، وقال: ونسب أيضاً
لشيخ الاسلام القول بالتسلسل؛ ثم تراجع، وهكذا عدة أخطاء ويتراجع؛ (المقصود: هو
الحجوري)؛ فهل يُدرس عند مثل هذا الشيخ؟).
فيقول: "هذا
مشكك يشكك الناس في أمور عقيدتهم، ولا يجوز أن يُدرس عنده، ولا أن يُتلقى
العلم عنه؛ لأن هذا من أهل الضلال؛ يشكك الناس ويظهر عقيدته الباطلة؛ فإذا رأى الناس
استنكروا عليه أظهر التراجع خديعة؛ فلا يجوز قبول هذا الشخص، ولا التتلمذ عليه،
ويجب الحذر منه".
وقال ربيع: "يحيى الحجوري سفيه وحدادي خبيث لا بارك الله فيه".
وقال محمد بن
هادي: "مَا بَيْـنَـنَـا وَبَيْنَـهُ شَيْءٌ، بَيْنَـنَـا وَبَـيْـنَـهُ
الذِي سَمِعْـتُـمْ، مَا بَـيْـنِـي وَبَـيْـنَـهُ أَيّ خُصُومَةٍ، لَـكِنْ
زَادَتْ وَقِيعَـتُـهُ في عُلَمَـاءِ السُّنَّـةِ، هُوَ وَطَلَـبَـتُـهُ،
وَتَـجَـاوَزَ الحَدَّ، وَمَا سَلِمَ مِنْهُ أَحَدٌ، وَلَمْ يَقَعْ بَـيْـنِي
وَبَـيْـنَـهُ أَيُّ شَيْءٍ، لاَ في عِرْضٍ وَلاَ مَالٍ، حَتَّى أَتَـكَلَّمَ،
فَسُئِلْتُ عَنْهُ وَقُلْتُ: هُوَ سَفِيهٌ وَمَاذَا تَذْهَبُونَ إِلَى دَمَّاج!!
تَتَعَلَّمُونَ عِنْدَهُ السَّفَـهَ، وَهُوَ كَالشَّيْخِ فاَلِح أَوْ أَشَدّ،
ثَلاَثُ كَلِمَـاتٍ قُلْـتُـهَا أَنَا، وَالأَدِلَّـةُ قَـائِمَةٌ عَلَـيْـهَا، يُسَبُّ
عُلَمَـاءُ السُّنَّـةِ - رُؤُوسُ الدَّعْـوَةِ السَّلَفِـيَّـةِ - في
مَـجْلِـسِـهِ بِالقَـصَائِـدِ، وَهُوَ
يُـثْـنِـي عَلَى هَؤُلاَءِ السَّـبَابِيـنَ؛ فَنَحْنُ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ
الـحَوْرِ بَعْدَ الكَوْرِ، وَنَسْأَلُ الله جَلَّ وَعَلاَ السَّلاَمَـةَ
وَالعَافِـيَـة. مَعْـهَـدُ دَمَّـاج فُـتِـحَ لِتَعْلِيمِ السُّنَّـةِ، لاَ
لِسَبِّ عُلَمَـاءِ السُّـنَّـةِ، وَمَشَايِـخِ السُّـنَّـةِ، وَشَتْـمِـهِـمْ
وَالوَقِيعَـةِ فِيهِمْ، وَالآَن تَـحَـوَّلَ إِلَى هَذَا. القَصَائِدُ تُلْقَى في
سَبِّ مَشَايِـخِ السُّنَّـةِ، أَعْلاَمُ السُّنَّـةِ، مَاذَا يُقَالُ في هَذَا؟!
إِذَا كَانَ هَذَا مَا هُوَ سَفَه، فَلاَ أَدْرِي مَا هُوَ السَّفَهُ؟! فَنَحْنُ
نَسْأَلُ الله العَافِيَـةَ وَالسَّلاَمَـةَ، وَلِيَـقُولُوا مَا قَالُـوا،
وَلِيَـقُولُوا مَا شَاءُوا، فَلاَ يَـضُرُّنَا ذَلِكَ، وَنَحْنُ مَأْمُـورُونَ
بِـأَنْ نَـقُولَ بِالـحَـقِّ، وَأَنْ نَـتَـكَلَّمَ بِكَلِمَـةِ الـحَقِّ، غَضِبَ
مَنْ غَضِبَ، وَرَضِيَ مَنْ رَضِيَ، وَلَيْسَ بَـيْـنِي؛ كَمَـا قُلْتُ لَكُمْ،
وَبَيْنَ الشَّيْخ يحي الحجُورِي أَيَّ خُصُومَةٍ مُسْـبَـقَـةٍ، أَبَدًا،
وَلَكِنْ لَـمَّـا انْـتَـهَى إِلَى هَذَا الـحَدِّ، قُلْـتُ بِالذِي
أَعْـتَـقِـدُهُ، وَأَدِيـنُ الله جَلَّ وَعَـلاَ بِـهِ، وَعَلَى كُـلِّ حَالٍ لاَ
نَـزِيدُ عَلَى هَذَا الذِي ذَكَرْتُـهُ، وَالسُّـؤَالُ قَدْ كَـثُـرَ عَـنْـهُ،
وَأَنَا أَقُولُـهُ الآنَ، وَأَعْلَمُ أَنَّـهُ يُـسَـجَّـلُ، وَلِـيُـسَجَّـلْ،
لأَنَّهُمْ قَدْ جَـاءُونِي في مَسْجِـدِي في الـمَدِينَـةِ وَقُلْتُ لَهُمْ: هَذَا
الكَلامُ صَحِيحٌ، وَلَسْـتُ بِالذِي يَـتَـهَـرَّبُ. وَأَمَّا الغُلُـوُّ فِـيـهِ،
فَحَدِّثْ عَنْهُ وَلاَ حَرَج: إِمَامُ الثَّـقَلَـيْـنِ. وَلَوْ مُسِحَتْ
نَعْلُهُ إِلَى مَا أَدْرِي مَتَى، مَا وُفِّـيَ حَـقَّـهُ، وَخُذْ مِنْ هَذَا
الكَلاَمِ الذِي تَـتَـقَـزَّزُ لَهُ الـمَسَامِعُ. وَلَوْ ذَوَّبُـوهُ لَصَارَ
لَـحْمُهُ سُنَّـةً، وَلَكَانَ آياتِ الكِتَابِ البَاقِي. إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
وَالعَجِيـبُ أَنَّـهُمْ يَـقُـولُـونَ إِنَّـكُمْ تَسْـمَـعُونَ مِنَ الوُشَـاةِ،
نَحْنُ سَمِعْـنَـا هَـذَا مُسَجَّـلاً بِأَصْوَاتِ هَـؤُلاَءِ الـمُـتَـكَـلِّمِـيـنَ،
وَقَـرَأْنَــاهُ في بَعْضِ الكُتُبِ التي طُبِعَت، وَخُـصُـوصاً هَذَا الكِتَاب
الذي كَـتَـبَـهُ الـحَـجُـورِي عَبْدالـحَمِيد، في الـخِيَـانَـةِ الدَّعَوِيَّـةِ
هَذَا، القَصَائِـدُ مَوْجُودَةٌ فِـيـهِ. الشَّيْخ رَبِيع مُـؤَخَّـراً يُسَبُّ
بِقَصِيدَةٍ، وَيَـقُـولُ لِلْسَابِّ بَـارَكَ اللهُ فِيكَ، وَخُـذْ مِنْ هَذَا،
مَـاذَا يُـقَـالُ بِالله عَنْ مِثْلِ هَذَا؟! إِذَا لَمْ يَكُنْ هَذَا هُوَ
السَّفَه، أَنَا لاَ أَعْرِفُ سَفَهًا. فَنَحْنُ نَسْأَلُ الله العَافِـيَـةَ
وَالسَّلاَمَـةَ، وَلَنْ نُجَـارِيَ نَحْنُ أَيْضاً في السَّفَهِ، وَأَقِـفُ
عِنْدَ هَذَا الـحَـدِّ، لاَ خَــوْفاً، وَلاَ عَـجْـزاً، وَلَـكِنْ لأَنَّـهُ لاَ
يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُجَـارِيَ نَحْنُ في السَّفَـهِ، وَإِنَّ مَـا ذَكَـرْتُـهُ
لَـكُمْ لِـتَـعْـلَمُوا بَـعْـضَـهُ فَـقَـطْ، وَوَاللهِ مِـثْـلُ هَذَا
الكَلاَمِ، العَاقِـلُ النَّـبِـيـهُ، ذُو الشِّـيمَـةِ، وَالعِـفَّـةِ، يُـعِـفُّ
لِسَانَـهُ عَـنْـهُ، وَلَـكِـنْ أَحْيَاناً تَضْطَـرُّ إِلَى حِـكَـايَـتِـهِ
اضْطِرَارًا. فَـأَنَـا أَحْكِـيـهِ، أَوْ أَحْـكِي بَعْضَهُ لَـكُمْ،
لِتَعْلَمُوا سَبَبَ هَذِهِ الكَلِمَـاتِ الثَّلاَثِ التي قُـلْـتُـهَا،
وَنَـسْـأَلُ الله جَلَّ وَعَـلاَ السَّلاَمَةَ مِنَ الزَّلَـلِ في القَوْلِ وَالعَمَلِ،
كَمَا نَسْأَلُـهُ جَلَّ وَعَلاَ الهِدَايَـةَ وَالتَّـوْفِيـقَ، والله
أَعْـلَـمُ، وَصَلَى الله وَسَلَّمَ وَبَـارَكَ عَلى عَـبْـدِهِ وَرَسُولِـهِ
نَبِـيِّـنَا مُـحَمَّد وَعَلى آلِـهِ وَصَحْـبِـهِ أَجْـمَعِيـنَ".
لا أدري؛ إلى
أين ستذهب، وماذا أنت فاعل؟!
الفوزان (بقية
السلف)، وربيع (إمام الجرح والتعديل)، والعلامة (محمد بن هادي) والجابري (وقد كان
الحجوري من وقت قريب؛ يخاطبه بـ "الوالد")، وغيرهم؛ اتفقوا على ذم
(علامتك) الحجوري وجرحه؛ فمن الناس بعدهم؟! فلم لا تلزم غرزهم كما تدعي؟! وتترك
التزلف له، والمحاماة عنه.
أقول هذا: إلزاماً
وتبكيتاً، وإظهاراً لتناقضك، وحيرتك، وإلا فإن في الزوايا خبايا.
وأيضاً: قد
طعن حجوريك (العلامة) وأزلامه؛ في ربيع، وعبيد، ومحمد بن هادي، والبخاري، وأسامة
العتيبي، وغيرهم.
فلم نسمع منك
حساً ولا خبراً!
فأين تباكيك
على أهل العلم.
لماذا لم تقل:
الحجوري يطعن في أهل العلم؟
فإن كنت ترى؛
أنه الإمام المقدم؛ حامل لواء السلفية (الجديد)، وأن قوله القول، وحكمه الفصل، وأن
جميع من تكلموا فيه؛ فعلوا ذلك لحقدهم عليه، وحسدهم له.
فاقلب إذن
المسألة، وتباكى عليه، وقل:
الفوزان وربيع
وعبيد ومحمد بن هادي؛ يطعنون في العلامة الحجوري.
فاهجهم، وحذر
منهم، وبين للناس أغلاطهم.
لكنك أبيت إلا
الجمع بين المتناقضين، وإظهار حيرتك وارتباكك؛ فسرت على غير هدى.
ولم تجد أمامك
إلا عماد فراج، لتتعالم، وتنتفخ أوداجك عليه.
فاخسأ فلن
تعدوا قدرك.
قوله: وذنبه عندك أن الشيخ العلامة
مقبلاً الوادعي قد اختاره قبل وفاته للقيام مكانه بتدريس العلم ورعاية دار الحديث
رغم صغر سنه, وليس العلم بصغر السن, وإنما هو فتح من الله جل وعلا, والغلام أستاذ
إذا كان عالماً؛ ثم تجعله من طلاب العلم، وليس من الشيوخ ثم تحذف اسمه من الموقع،
وتزهد الناس في دار الحديث بدماج, وتقول أن الحجوري يحتاج إلى تزكيتك, ولا أدري هل
هذا من الكبر أم من الحسد, والله عز وجل يقول: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى
مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)؛ ثم رميته بالإرجاء بغير دليل ولا
بينة والنبي صلى الله عليه وسلم؛ يقول: (من قال في أخيه ما ليس فيه أسكنه الله ردغة
الخبال حتى يخرج مما قال) ثم بحثنا فوجدنا الرجل على منهج السلف في باب الإيمان،
وهذا قد ذكره في شرحه على صحيح البخاري الشريط الخامس، وقد ردَّ فيه على الحافظ
ابن حجر قوله: "العمل شرط كمال عند السلف", وهذا الشريط قبل أكثر من سبع
سنوات يعني قبل أن تتقن أنت المسألة وتضبطها!"
الجواب:
قاتلك الله من أفاك أثيم، وتدخل في النيات أيضاً؟!
ومن أدراك بذلك يا مجرم؟
هل شققت عن قلبي؛ أم صرحت بذلك لك؟!
أجب أيها الظالم المفتري.
وتكثر المداد، وتستشهد بالآيات، وتفتعل قضية من لا شيء؛ علام كل هذا؟
أشفق على نفسك، وقل ببعض قولك، ولا يستجرينك الشيطان.
أمامك أحد أمرين لا ثالث لهما:
إما أن تأتي ببينة على ما بهتني به؛ أو تباهلني أن ذلك كذلك.
أما قولك: "ثم تجعله من طلاب العلم وليس من الشيوخ؛ ثم تحذف اسمه من
الموقع، وتزهد الناس في دار الحديث بدماج, وتقول: إن الحجوري يحتاج إلى
تزكيتك".
فجوابه: أن هذا الكلام مغلوط؛ لكن له أصل؛ وسأخبرك: الذي قام على الموقع
القديم هو وليد حسني، وكنت قد أشرت عليه أن يجعل قسماً للعلماء على حدة، وقسماً
لطلبة العلم؛ ففعل؛ لكنه جعل الحجوري في قسم العلماء، ومحمد بن هادي في طلبة
العلم؛ فأرسل إلينا - بعد فترة - أحد المتابعين؛ رسالة يتعجب فيها من صنيعنا؛ إذ
كيف نصنف الحجوري ضمن العلماء؛ في حين نضع ابن هادي مع طلاب العلم؛ فلما أطلعني
وليد على الرسالة؛ قلت له: أنت قد أخطأت بالفعل؛ فما الذي حملك على ذلك؛ فقال لي:
نظراً لأن الحجوري صاحب دعوة، ورأس في مكانه؛ صنفته تجاوزاً ضمن العلماء؛ بخلاف
محمد بن هادي؛ فأمرته بوضع الرجلين في قائمة طلاب العلم؛ ثم بعد فترة - وبمناسبة
تحديث الموقع - رأيت حذف جميع الأسماء الموجودة في الموقع من العلماء وطلبة العلم،
والاقتصار على مشايخ وطلاب العلم بسوهاج؛ حيث إن لكل واحد من هؤلاء المذكورين موقعاً.
فها أنت ترى أن كلامك في هذه المسألة مجرد نتف لفقت بينها، ولم تثتوثق
منها، ورميت بها دون بينة، فلم أقم بحذف اسمه كما ادعيت أو افتريت، وكونه طالب علم
أو شيخ قد أجبتك عليه.
لكن دعني أسألك:
لم لَم تعترض على شيء من ذلك، وأنت ترى الموقع وتعرف ما فيه؟
لم لم يظهر اعتراضك إلا الآن؟
أما قولك: "وتزهد الناس في
دار الحديث بدماج, وتقول إن الحجوري يحتاج إلى تزكيتك".
فما دماج؟ ومن دماج؟!
وما الحجوري؟ ومن الحجوري؟!
ومع هذا أزيدك قائلاً: لا شك أنني تكلمت بهذا الكلام أمام أحد هؤلاء الناس
(هكذا بلام الشمول والاستغراق) الذين استشهدت بهم؛ فالمطلوب منك؛ ما يلي:
أولاً: ذكر رجل واحد فقط؛ سمع مني ذلك.
ثانياً: ذكر شريط أو مقالة أو رسالة فيها ذكر ذلك.
فإن لم تفعل - ولن تفعل - فأنت كذاب أشر، والكذاب بفتوى إمامك ربيع لا يقبل
صدقه؛ فكيف بكذبه، ونحن سنأخذ بحكم إمام الجرح والتعديل فيك؛ إلا إذا كنت لا تعتبر
أحكامه.
هذا الكلام؛ متى قلته؟
بعد؛ أم قبل؟
لا شك أنه قبل؛ فإذ ذلك كذلك؛ فكيف سكتَ طوال هذه المدة؟
قوله: "ثم رميته بالإرجاء بغير
دليل ولا بينة والنبي صلى الله عليه وسلم؛ يقول: (من قال في أخيه ما ليس فيه أسكنه
الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال) ثم بحثنا فوجدنا الرجل على منهج السلف في باب
الإيمان، وهذا قد ذكره في شرحه على صحيح البخاري الشريط الخامس، وقد ردَّ فيه على
الحافظ ابن حجر قوله: "العمل شرط كمال عند السلف", وهذا الشريط قبل أكثر
من سبع سنوات يعني قبل أن تتقن أنت المسألة وتضبطها!"
الجواب:
إن
كان ما تقوله حقاً؛ فالحمد لله على ذلك، وكم من رجل رمي بما ليس فيه.
ومع
هذا فما زال موقفه من المسألة؛ يعتريه الشك والغموض، وإلا فأين موقفه الواضح منها،
وبيانه الشافي فيها؟
أين
دفاعه عنها؟
أين
ردوده على مرجئة العصر، وتحذيره منهم؟
بل
أين تقريره لها، ودندنته حولها، وهي - إن كنت تعلم - واجب الوقت؛ بل والله فتنة
العصر؟
لا
يوجد شيء من ذلك؛ بل وجد عكسه؛ فله كلام سيء جداً؛ أقل ما فيه أنه ينصر المرجئة،
ويخذل أهل السنة، ولو كنا في زمان السلف لبدع وجدع.
قال:
"الوسيلة
السادسة: زرع الجدل في أوساط السلفيين بألفاظ مجملة .. ومما يصنعونه بين أهل السنة
وغيرهم، مسائل لا خاضها البخاري، ولا مسلم، ولا الإمام أحمد، ولا مالك، ولا
الأوزاعي، ولا أئمة السنة، من السفيانين، والحمادين، وغير هؤلاء، ما أحد قال في
ذلك، تارك جنس العمل مسلم؛ أو كافر؟ هذا السؤال محدث، لم يكن في كتاب ولا سنة،
وأيضاً هذه ألفاظ مجملة، من علم كفره بالدليل؛ يقال: كافر، أما هذه الإجمالات
فمحدثة، وقد تستغل ممن لم يفطن للتفصيل في ذلك". كما
قدم لرسالة كتبها أحد الجهلة عنوانها: (بيان بغي وافتراء من رمى العلامة الألباني
بالإرجاء)؛ فضلاً عن مصاحبته للمرجئ الكبير سليم الهلالي الذي يزعم أن قول السلف
هو قول الخوارج في الحقيقة؛ أما أهل السنة؛ فالأعمال عندهم شرط كمال.
ثم أين كلامه
في عباد القبور، وتصريحه بكفرهم - لا كفر فعالهم؛ كما يقول شيخه وشيخك؛ المدخلي -؟
وأين تبرؤه من
المبتدعة؟
إنه ما زال
يواليهم، ويدافع عنهم، وما سيدك الهلالي عنك ببعيد!
الحجوري -
أيها الجويهل - باختصار: تافه ساقط لا قيمة له؛ جمع إلى إرجائه؛ دناءة الخلق،
وسلاطة اللسان.
قولك" بغير دليل ولا بينة .. من قال في أخيه ما ليس فيه أسكنه الله
ردغة الخبال حتى يخرج مما قال".
جيد أن تذكر هذا؛ فكن على ذكر منه.
قوله: "طعنك في الشيخ العلامة صالح
السدلان، وقولك: لا يصلح أن يكون طالب علم! كل هذه الطعون وغيرها في أهل العلم
السلفيين حراس العقيدة".
الجواب:
أولاً: أنا لم أقل: (لا يصلح أن يكون طالب علم)؛ بل ذكرت أنه ليس بذاك؛ فهو
مع الحزبيين قلباً وقالباً.
فكفاك كذباً.
ثانياً: أريد منك أن تسأل كل من يحضر دروسي؛ إن كان سمعني - ولو مرة - أذكر
السدلان؟
فإن قال: نعم؛ فأنا مقر بكل ما نسبته إلي.
ثالثاً: لعلي ذكرت أنه ليس بذاك؛ في وجودك أنت أو غيرك، وهذا يدل - كما
بينت ذلك مراراً وتكراراً - على أنني كنت أخصكم بأشياء.
والسؤال الآن: لم لم تعترض - أنت أو غيرك - حين سمعت مني نقداً للسدلان؟
ومن الذي أظهر الكلام فيه وفي غيره، وجعلنا نتطرق لذكره علانية؛ أنا؛ أم
أنت، ومن معك؟
ثم لم تكتف بهذا؛ حتى رحت تبالغ وتهول - لأمر في نفسك - فقلت: (كل هذه
الطعون وغيرها في أهل العلم السلفيين حراس العقيدة).
ولو كان عندك غير ما ذكرت لما توانيت عن ذكره؛ كيف وكل همك؛ تكثير الاتهامات؛
لذا فأنا أطلب منك ما يلي:
أولاً: هلاَّ ذكرت لنا بعضاً من هذه الطعون التي لم تتطرق لذكرها.
ثانياً: ما معنى قولك: (حراس العقيدة)؟
ثالثاً: هل كون الرجل من حراس العقيدة يمنع الكلام فيه إذا أخطأ.
رابعاً: الجبرين وبكر أبو زيد - وغيرهما - من حراس العقيدة؛ فلم تتكلم
فيهما؟
خامساً: ما الضابط عندك في الكلام على الرجال؟
أهو التقليد المحض؛ أم المعرفة بحال الشخص؟
فإن كان الأول؛ فشيخك ربيع يذمه.
وإن كان الثاني؛ فاذكر لنا ما تعرفه عن السدلان.
وسواء هذا، أو ذاك؛ فأين لزوم غرز الأكابر، وعدم التقدم بين أيديهم؟!
والله؛ لا أدري على أي ملة أنت؟
أعلى ملة: (عدو عدوي صديقي)؟!
أم على ملة: (خالف تعرف)؟!
إن السدلان الذي تدافع عنه - جهلاً أو كذباً – سئل عن (عدنان
عرعور) وأن بعض الشباب يبدعونه؟
فقال: "أقول بأن
هذه من الفتن، وهذا من وحي الشيطان، وتلاعب الشيطان بالمسلمين، وتفريق كلمتهم،
وإضعاف شأنهم، وأن يتكلموا فيما بينهم؛ في علمائهم، في طلاب العلم منهم،
ويجعلون الأعداء يضحكون علينا، ويتندرون بنا، وينظرون للمسلمين أنهم أناس
أهل خلاف وفيهم الشر؛ فنفروا عن الإسلام بأفعالهم وبأقوالهم، وليس هذا منهج السلف،
ولا منهج أهل السنة والجماعة؛ أن يطعن بعضهم في بعض؛ فعلامة المبتدعين: طعنهم
بعضهم في بعض، وانتقاد بعضهم بعضًا؛ هذا شأن المبتدعين. وأهل السنة أن يناصح بعضهم
بعضًا، وأن يتعاونوا على البر والتقوى. فهذا
الأمر الذي يحصل منهم بالنسبة لعدنان أو غيره؛ فعدنان لا نعرف عنه إلا
خيرًا، وأنا أعرفه أكثر من أربعين عامًا؛ فهو رجل على عقيدة أهل السنة والجماعة،
ولا معصوم إلا من له العصمة .. فهؤلاء الذين يفعلون
هذا ويزعمون أن لهم شيخًا يرجعون إليه؛ فشيخهم قد ضل في هذا الباب؛
قد أخطأ في هذا الباب؛ قد غلط في هذا الباب ... "اهـ
راجع بقية كلامه
الذي يدل على حراسته للعقيدة، ورسوخه في السلفية.
لكل
داء دواء يستطب به **** إلا الحماقة أعيت من يداويها
فدعك من التعالم الذي أوردك الموارد، ولا تزعم التباكي على أهل العلم، والغيرة
عليهم، وأنت جاهل لا تعرف شيئاً عنهم.
هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد
لله رب العالمين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.