بخصوص ما نسبه المدخلي إلى الإمام مالك
1
قول أحمد الزهراني في معرض دفاعه عن المدخلي: "إن الإمام مالك رحمه الله أنكر التحديث بحديث الصورة إنكاراً شديداً".
قول أحمد الزهراني في معرض دفاعه عن المدخلي: "إن الإمام مالك رحمه الله أنكر التحديث بحديث الصورة إنكاراً شديداً".
يدل على أنه جاهل جهلاً مركباً، فإن مالكاً رحمه الله على منهج السلف في الصفات يمرها كما جاءت، ومنها هذا الحديث.
قال عبدالله بن نافع: "كان مالك بن أنس رحمه الله، يقول: «من قال القرآن مخلوق يوجع ضرباً ويحبس حتى يموت». وقال مالك رحمه الله: «الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء»"اهـ (السنة لعبدالله 11)
وقال أشهب بن عبدالعزيز: "سمعت مالك بن أنس؛ يقول: «إياكم والبدع. قيل: يا أبا عبدالله، وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله، وصفاته، وكلامه، وعلمه، وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة، والتابعون لهم بإحسان»"اهـ (ذم الكلام للهروي 858)
وقال الوليد بن مسلم: "سألت الأوزاعي, والثوري, ومالك بن أنس, والليث بن سعد: عن الأحاديث التي فيها الصفات؟ فكلهم قال: «أمروها كما جاءت بلا تفسير»"اهـ (الشريعة للآجري 720)
وقال ابن عبدالبر: "وقد روينا عن مالك بن أنس، والأوزاعي، وسفيان بن سعيد الثوري، وسفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد؛ في الأحاديث في الصفات؛ أنهم كلهم قالوا: (أمروها كما جاءت). قال أبو عمر نحو حديث التنزل، وحديث، «إن الله عز وجل خلق آدم على صورته»، «وأنه يدخل قدمه في جهنم»، وأنه يضع السموات على أصبع، وأن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وإن ربكم ليس بأعور، وما كان مثل هذه الأحاديث"اهـ (الجامع 1802)
وقال أبو القاسم التيمي: "مذهب مالك، والثوري، والأوزاعي، والشافعي، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وأحمد، ويحيى بن سعيد القطان، وعبدالرحمن بن مهدي، وإسحاق بن راهويه: أن صفات الله التي وصف بها نفسه، ووصفه بها رسوله: من السمع، والبصر، والوجه، واليدين، وسائر أوصافه، إنما هي على ظاهرها المعروف المشهور، من غير كيف يتوهم فيها، ولا تشبيه، ولا تأويل"اهـ (العرش للذهبي 275)
وإنما أنكر على من حدث بهذا الحديث، لأنه يخشى على العوام من الفتنة، أو من أن يخوضوا في التشبيه. وقد قال علي رضي الله عنه: خاطبوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله. وقال ابن مسعود رضي الله عنه: إنك لا تزال تحدث الناس بحديث لا يعرفونه إلا كان لبعضهم فتنة.
وعلى كل حال، فهذا اختياره رحمه الله، وقد خالفه غيره من الأئمة، فحدثوا به من قبل، ومن بعد، كالأعمش، ومعمر، والليث، والفضيل، والثوري، وابن عيينة، وابن مهدي، ويحيى بن سعيد، ونعيم بن حماد، وأحمد بن حنبل، والحميدي، وغيرهم.
قال ابن تيمية في جواب الاعتراضات المصرية ص (158): "إنما كره مالك ذلك؛ لأن العلم الذي قد يكون فتنة للمستمع؛ لا ينبغي للعالم أن يحدث به، لأنه مضرة، بل فتنة"اهـ
وقال في الفتاوى الكبرى (6/620): "فغاية ما يعتذر لمالك؛ أن يقال: كره أن يتحدث بذلك حديثاً يفتن المستمع الذي لا يحمل عقله ذلك. وأما أن يقال: إنه كره التحدث بذلك مطلقاً. فهذا مردود على من قاله؛ فقد حدث بهذه الأحاديث من هم أجل من مالك عند نفسه وعند المسلمين؛ كعبدالله بن عمر، وأبي هريرة، وابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وقد حدث بها نظراؤه، كسفيان الثوري، والليث بن سعد، وابن عيينة"اهـ
أما زعم هذا الجهمي "أن العلماء اختلفوا في تأويل هذا الحديث".
فمحض جهل وافتراء، فإنه لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة نزاع في أن الضمير عائد إلى الله. ذكر ذلك ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (6/373)
ولا ينفعه من سماهم من العلماء ليرهب أهل السنة بهم، فإنهم ليسوا من السلف أصلاً فضلاً عن أن يكونوا من الأئمة، فكلامنا معه عن إمام واحد من أئمة السلف أول هذا الحديث.
وقد أدرج هذا الجهمي أبا ثور فيمن سماهم من الجهمية والمبتدعة، وهذا من جهله أو تدليسه؛ فإن أبا ثور رحمه الله تاب ورجع عن هذا القول، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فلا يحل لأحد أن ينسب إليه قولاً تراجع عنه. على أن ذكره لأبي ثور حجة عليه، لو كان يعقل، حيث بدع بمجرد كلامه في حديث الصورة.
تحميل الموضوع بخصوص ما نسبه المدخلي إلى الإمام مالك
منشورة في:
0 التعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.